الاثنين، 7 يونيو 2010

العلم والمعرفة

ما هو العِلْـمُ ؟
مفهوم العلم
يعدّ مفهوم العلم من المفاهيم الرئيسية في الدراسات المعاصرة؛ وتترجم الكلمة الإنجليزية Science إلى لفظة علم، ويقابلها في اللاتينية Scientia وفي الفرنسية Science، وقد دخلت كلمة عالم Scientist إلى اللغة الإنجليزية حوالي 1840م لتميِّز أولئك الذين يبحثون عن قوانين تجريبية في الطبيعة عن الفلاسفة والمفكرين، وعادة ما ينظر إلى الباحثين في المنطق والرياضيات على أنهم علماء، على الرغم من توقُّف اعتبار الرياضيّات علمًا تجريبيًا في الفترة من سنة 1890م إلى سنة 1910م، واسم عالم يُعطى أيضًا للمتخصصين في العلوم الاجتماعية تقريبًا دون تقييد.
والعالم في الغرب هو صاحب المعرفة العلمية الذي يضيف إلى ما هو معروف في العلم بالبحث ووضع الاكتشافات أو تدريس العلم في المؤسسات العليا للتربية لعِلْـمُ، بالمفهوم الشامل للكلمة، هو كل نوع من المعارف أو التطبيقات. و هو مجموع مسائل و أصول كليّة تدور حول موضوع أو ظاهرة محددة و تعالج بمنهج معين و ينتهي إلى النظريات و القوانين([1]).
ويعرف أيضا بأنه الإعتقاد الجازم المطابق للواقع و حصول صورة الشيء في العقل ([2]). و عندما نقول أن العلم هو مبدأ المعرفة، وعكسه الجَهـْلُ أو إدراك الشيءِ على ما هو عليه إدراكًا جازمًا ([3]) يشمل هذا المصطلح، في إستعماله العام أو التاريخي، مجالات متنوعة للمعرفة، ذات مناهج مختلفة مثل الدين (علوم الدين) و الموسيقى (علم الموسيقى) و الفلك (علم الفلك) و النحو (علم النحو)...
وبتعريف أكثر تحديدًا، العِلْـمُ هو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج علمي دون سواه، أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها و نتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة([4].) عبر التاريخ إنفصل مفهوم العِلم تدريجيا عن مفهوم الفلسفة، التي تعتمد أساسا على التفكير و التأمل و التدبر في الكون و الوجود عن طريق العقل، ليتميز في منهجه بإتخاذ الملاحظة و التجربة و القياسات الكمية و البراهين الرياضية وسيلة لدراسة الطبيعة، و صياغة فرضيات و تأسيس قوانين و نظريات لوصفها. ([5])
يتطابق ظهور العِلم مع نشأة الإنسانية، و قد شهد خلال تاريخه سلسلة من الثورات و التطورات خلال العديد من الحقبات، لعل أبرزها تلك التي تلت الحرب العالمية الثانية، مما جعل العلم ينقسم لعدة فروع أو عُلُوم. تصنف العلوم حسب العديد من المعايير، فهي تتميز بأهدافها و مناهجها و المواضيع التي تدرسها:
§ حسب الأهداف، نميز العلوم الأساسية (مثل الفيزياء) و العلوم التطبيقية (مثل الطب).
§ حسب المناهج، نميز العلوم التجريبية (أي تلك التي تعتمد على الظواهر القابلة للملاحظة و التي يمكن اختبار صحة نظرياتها عن طريق التجربة) و العلوم التجريدية أو الصحيحة (المعتمدة على مفاهيم و كميات مجردة، والاستدلال فيها رياضي–منطقي).
§ حسب المواضيع، نميز:
- العلوم الطبيعية (الشاملة كالفيزياء و الكيمياء أو المتخصصة كعلم الأحياء أو علم الأرض).
- العلوم الإنسانية أو البشرية وهي التي تدرس الإنسان و مجتمعاته (علوم إجتماعية) و الإقتصاد و النفس...
- العلوم الإدراكية مثل العلوم العصبية و اللسانيات و المعلوماتية...
- العلوم الهندسية.
([1]) مجمع اللّغة العربية (1980): المعجم الوجيز، مادة علم ص.432.
( ([2]الجرجاني (740-816هـ/1339-1413م): كتاب التعريفات، ص.155
([3])محمد بن صالح العثيمين (1347-1421هـ/1925-2001م): كتاب العلم في الموسوعة الشاملة
([4])كارل بوبر (1959): ص.3 (مترجم).
([5]) دومينيك لوكورت (Dominique Lecou): فلسفة العلوم (La philosophie des sciences)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق